علم شرح احلديث بدامػبنػخضغلػاضصفدي ظاسذػبنػحدغنػحطاد 4163 ه م شدمػاضحدغثػاضذرغفػورضوطه إردادػاضطاضبػ: إذرافػاألدتاذػاضدصتور:ػ ػ ػ ػ

Transcription

1

2 اضجاطعةػاإلدالطغةػػززة رطادةػاضدراداتػاضعضغا صضغةػأصولػاضدغن شدمػاضحدغثػاضذرغفػورضوطه ػ ػ ػ ػ علم شرح احلديث دراسة تأصيلي ة منهجي ة إردادػاضطاضبػ: ػ بدامػبنػخضغلػاضصفدي ػ إذرافػاألدتاذػاضدصتور:ػ ظاسذػبنػحدغنػحطاد ػ ػ ػ ػ ػ شدمػعذاػاضبحثػادتصطاال ػضطتطضباتػاضحصولػرضىػدرجةػاضدصتوراةػسيػاضحدغثػ اضذرغفػورضوطهػطنػصضغةػأصولػاضدغنػسيػاضجاطعةػاإلدالطغةػبغزة ػ ػ 4163 ه م ػ

3

4 ب

5 اإلهداء إلى أمتي الغالية... التي ينبض قمبي بحبيا ويحترق شوق ا إلى عزىا ومجدىا. إلى طمبة العمم وحماة المم ة... الذين ينفون عن دين اهلل تأويل الجاىمين وانتحال المبطمين وتحريف الغالين. إلى األسود األبطال... النافرين في سبيل اهلل المجاىدين بأمواليم وأنفسيم الذاب ين عن حياض دينيم وع رض أ متيم. إلى أسرى المسممين... المستضعفين في سجون الظالمين الذين ما العالمين. ح ن وا ىاماتيم إال لرب إلى الغرباء... القابضين عمى الجمر في زمن الغربة. إلى ىؤالء جميع ا أىدي ىذا البحث. ج

6 الحمد هلل شكر وتقدي ر د رب العالمين أحمده تبارك وتعالى عمى عظيم فضمو واحسانو وجميل من تو وانعامو طو قني باآلالء والنعماء وأعان في إتمام ىذا البحث وأسألو المزيد من فضمو. أتمنى أن فمو الحمد أوال وآخر ا وظاىر ا وباطن ا وأشكره عمى ما يسر وأ ثن ي بشكر والدي الحبيبين الكريمين الذ ين تقمبت في كنفيما وغم ارني بحبيما وكم كنت يكون الوالد حاضر ا الساعة لكنو قدر اهلل إذ عاجمتو المنية وأنا في الد ارسة فاهلل أسأل أن يقد س روحو ويبر د مضجعو ويكرم نزلو ويجمع ني بو في جنتو ودار ك ارمتو. وجزى اهلل والدتي الكريمة الحبيبة الغالية خير الج ازء التي لم تزل تدعو اهلل لي بالتوفيق والسداد حتى أريت أثر بركة دعائيا في كل كممة كتبتيا وخطوة خطوتيا فاهلل يرعاىا ويحفظيا ويتوالىا ويعينني عمى برىا. سنوات والشكر موصو ل أو تزيد أتنقل في مقاعدىا لجامعتي الكريمة ممثمة بكمية اصول الدين التي تقمبت فييا عشر وأرتوي من معينيا فأسأل اهلل تعالى أن يبقييا صرح ا واليدى والتوجيو والبناء وأن يجزي مشايخيا وأساتذتيا خير الج ازء. لمعمم كما وأشكر شيخي فضيمة األستاذ الدكتور الوالد: نافذ بن حسين حماد الذي رعى ىذا البحث كممة كممة فوج و وسدد ونصح وبي ن ولم يبخل عمي يحفظو بحفظو ويبارك لو في عممو وعممو ويجزيو عني خير الج ازء. بوقتو وعممو فأسأل اهلل تعالى أن وأتقدم بالشكر إلى أساتذتي الك ارم الفضالء الذين تفضموا بقبول مناقشة ىذا البحث وتسديده وتقويمو واث ارئو بالمالحظات والتوجييات. فضيمة الدكتور: سالم بن أحمد سالمة. فضيمة األستاذ الدكتور: إسماعيل بن سعيد ر ضوان. فضيمة األستاذ الدكتور: نعيم بن أسعد الصفدي. عي في وأتقدم بالشكر إلى مشايخي وأساتذتي الك ارم الذين غرسوا في قمبي حب العمم والس طمبو وتحصيمو وأخص منيم بالذكر: صاحب الفضيمة الشيخ الوالد الدكتور: أبا عبد الرحمن

7 سممان بن نص ر الداية فمو مني جزيل الشكر ومن اهلل عظيم الثواب واألجر أسأل اهلل أن ينفع بعممو ويسدد عمى الحق خطانا وخطاه. كما وأشكر زوجتي الفاضمة التي تجش مت معي الصعاب وتحممت المشاق اهلل إتمام ىذا البحث فأسأل اهلل أن يبارك فييا ويجزييا خير الج ازء. حتى يسر وأشكر إخواني في جمعية ابن باز الخيرية اإلسالمية وأخص بالذكر الشيخين الكريمين الفاضمين: رئيس الجمعية أبا محمد عمر اليمص ونائب و أبا يوسف حسام الجز ار أسأل اهلل ان يوفقيما واخوانيما لما يحبو ويرضاه ولما فيو خير العباد والبالد. وأشكر إخواني في مسجد القعقاع بن عمرو الذين غمروني بمحبتيم وأخوتيم الصادقة فميم مني جزيل الشكر والدعاء. كما وأشكر كل أ خ أسداني نصح ا أو منحني عمم ا أو قدم لي عون ا خالص الشكر والدعاء وأخص بالذكر أخوي الحبيب ين: م ين فميم جميع ا األخ: عماد بن مصباح الد اية. واألخ: حسن بن سميمان حم س. وختام ا: أسأل ربي العظيم أن يتقبل مني ىذا العمل ويرزقني اإلخالص في شأني كمو وأن ال يكمني إلى نفسي طرفة عين وصمى اهلل وسمم وبارك عمى نبينا محم د وآلو وصحبو. ه

8 بسم اهلل الر حمن الر حيم المقدمة إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله إ ال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أ ن مح مدا عبده ورسوله. و أ ن ت م إ ل ت م وت ن و ل ت ق ات ه ح ق الل ه ات ق وا آم ن وا ال ذ ي ن أ ي ه ا (ي ا م س ل م و ن( ]آل عم ارن: 101[. م ن ه م ا أ ي ه ا )ي ا ر ج ا ل الن ا س ك ث ير ا ر ق يب ا( ]النساء: 1 [. ات ق وا و ن س ا ء ر ب ك م و ات ق وا ال ذ ي الل ه خ ل ق ك م م ن ن ف س و اح د ة و خ ل ق م ن ه ا ز و ج ه ا و ب ث ر ح ام إ ن الل ه ك ا ن ع ل ي ك م ال ذ ي ت س اء ل و ن ب ه و ا ل (ي ا أ ي ه ا ال ذ ي ن آ م ن وا ات ق وا الل ه و ق ول وا ق و ل س د يد ا ي ص ل ح ل ك م أ ع م ال ك م ع الل ه و ر س ول ه ف ق د ف ا ز ف و ز ا ع ظ يم ا( ]األح ازب: [. ذ ن وب ك م و م ن ي ط و ي غ ف ر ل ك م أم ا بعد: فإ ن من رحمة اهلل تعالى بهذه األ مة أن هي أ لها رجاال يقومون على أمناء حفظ هذا الدين ويبذلون الغالي وال نفيس في ح ارسته وصيانته تحقيقا لوعد اهلل -جل وعال- بحفظ دينه قال اهلل تعالى: )إ ن ا ن ح ن ن ز ل ن ا الذ ك ر و ا ن ا ل ه ل ح اف ظ ون ) ]الحجر: 9 [ والحفظ هنا كما هو معلوم الش يخ حافظ حكمي : يتض من الكتاب والس نة إذ كالهما وحي وذكر وفيه يقول ثان وحي فس نة الن بي عليهما قد أطلق الوحيان وأهل الحديث أسعد الن اس حظ ا بنيل هذا ال شرف فهم الذين نقلوا لنا حديث رسول اهلل ونقدوا األسانيد والمتون ومي زوا الص حيح من ال سقيم فأفنوا بذلك األعمار وركبوا األخطار وقطعوا الفيافي والقفار فال غرو أن يكونوا أ ول ال داخلين في قوله : اللؤلؤ المكنون في أحوال األسانيد والمتون )ص 1 (. (1(

9 ي أ ت ى ح ت ى خ ذ ل ه م م ن ي ض ر ه م ل ال ح ق ع ل ى ظ اه ر ي ن أ م ت ى م ن ط ائ ف ة ت ز ا ل )ل و ه م الل ه أ م ر ك ذ ل ك(. وقد جرى أهل الحديث على تقسيم هذا العلم إلى قسمين: األ ول: ما يتعل ق بالرواية. والث اني: ما يتعلق بالد ارية. وكان ع ظم اشتغالهم بالن وع الث اني لشرفه وعلو رتبته وأل ن األ ول وسيلة إليه ففقه الحديث ود اريته هو الغاية التي يشمر إليها المشتغلون بهذا العلم ومن نفيس كالمهم في ذلك: قول الحاكم في "معرفة علوم الحديث": "الن وع العشرون من هذا العلم - ومعرفة ال تقليدا وظ نا-: معرفة بعد معرفة ما قد منا ذكره من ص حة الحديث إتقانا فقه الحديث إذ هو ثمرة هذه العلوم وبه قوام الش ريعة". ومن أ ارد أن يقف على حقيقة األمر فليتأ مل فيما ص نفه أهل الحديث في علوم الرواية والد ارية فإ نه يجد عنايتهم ونشاطهم في شرح الحديث وفقهه ود اريته أعظم منه في الرواية وما إليها وفيه يقول الحافظ ابن حجر: "فإن صنف في ذلك بل لو ا دعى م دع أ ن الت صانيف التي جمعت في تمييز الرجال )4( بل ذلك هو الواقع". الت صانيف التي فقه الحديث وغريبه ال يحصى كم جمعت في ذلك أجمع من وكذا في تمييز الص حيح من ال سقيم لما أبعد وقد تنو عت تصانيف المحدثين وتع ددت ط ارئقها في هذا العلم على ما سيأتي بيانه مفص ال ولم أجد فيما وقفت عليه كتاب ا يجمع قواعدهم وتأصيالتهم في هذا العلم غير أخرجه: مسلم كتاب اإلمارة باب قوله : ال ت ازل طائفة من أم تي ظاهرين على الحق ال يضرهم )ص (1( من خالفهم 097( رقم )1910( من حديث ثوبان مولى رسول اهلل. الم ارد بالد ارية هنا: فقه الحديث وما يتضم نه من المعاني واألحكام وما إلى ذلك وهذا هو الم ارد بها أينما وردت في البحث. )ص 107 (. )4( النكت على كتاب ابن الص الح )130/1(.

10 بحث صغير تأتي اإلشارة إليه. وقد سمت ه متي للكتابة في هذا الباب سائال المولى الت وفيق وال سداد واإلخالص. أو ل: أهمي ة الموضوع وبواعث اختياره: 1- أن ه يضبط ويؤصل مسائل هذا العلم المتفرقة في بطون الكتب والشروح. تعلقه بفقه الحديث وشرحه ود اريته الذي هو ثمرة علوم الحديث وغايتها -1 ومقصدها. أن ه بمعرفة مسائل هذا العلم يستقيم وينضبط فهم طالب الحديث ويسلم م ما وقع -3 فيه الكثيرون بسبب الغلط في هذا الباب. ثاني ا: أهداف البحث: الت نويه بهذا العلم وبيان أهم يته ومكانته من علوم الحديث. جمع مسائل وأصول وقواعد هذا العلم المبثوثة في كتب وشروح بيان الط ريقة المثلى في شرح الحديث. بيان أسباب الخطأ والغلط في شرح الحديث. األئ مة بيان تعلق هذا العلم بعلوم ال شريعة عا مة وببق ية علوم الحديث خا صة. ثالث ا: منهج البحث: ات بعت المنهج االستق ارئ ي في جمع كالم األئ مة وأهل العلم من بطون كتب الشروح وغيرها واستعنت بالمنهج االستنباطي وتمث ل عملي في النقاط الت الية: 1- ح صتر على الرجوع إلى كتب الشروح القديمة والمعاصرة وال نظر فيها الستخ ارج المسائل والتمثيل لها إذ هي جزء رئيس في البحث. 1- استفدت من كتب الببلوغ ارفيا وتأريخ العلوم ال سي ما علم الحديث وكذلك من الكتب المصن فة في مناهج أئ مة الحديث وط ارئق تصنيفهم فهذه الكتب ال يستغنى (3(

11 عنها في هذا الباب. -3 أم ا األحاديث فإن كان الحديث في ال صحيحين أو أحدهما اكتفيت إليهما أو إلى أحدهما سوى ما كان فيه علة بالعزو من تدليس أو اختالط أو نحو ذلك فإني أ بينها وأزيل اإلشكال الحاصل بسببها وان كان في غير ال صحيحين من كتب توس عت -4 في تخريجه بما يفي بالمقصود. الس نة عزو الحديث إلى الش يخين أو بقي ة الس ت ة أو مالك أو أحمد أو الد ارمي أو ابن حب ان أو ابن خزيمة = مفاده أن هم أخرجوه في كتبهم المشهورة المعروفة وعند العزو أ إلى غيرهم فإني بين مصدر الحديث. وأنو ه هنا إلى أن ي اعتمدت فيما عزوت ه إلى ابن حب ان على كتابه األصل "المسند الص حيح على الت قاسيم واألنواع" وأبي ن موضعه في "اإلحسان" الذي رت به ابن ب ل بان على االبواب الفقهي ة. -7 إذا كان الحديث في الص حيحين أو أحدهما فالعزو إليهما أو إلى أحدهما كفيل بصح ة الحديث وان كان الحديث في غير ال صحيحين من كتب الس نة حكمت عليه يناسب حاله وفق القواعد الحديثي ة مستأنس ا ولم أسلك في ذلك منهجا مط رد ا ينسحب على كل االحاديث. بما بأحكام أهل العلم من المتقدمين والمتأخ رين 6- لم ألتزم الحكم على آثار الص حابة والت ابعين وقد أفعل ذلك أحيان ا وهذا يختلف باختالف اآلثار والس ياق الذي وردت فيه. -0 إذا كان الر اوي ثقة أو مت فق ا على توثيقه فإني أ شير إلى ذلك وال إذا دعت الحاجة إليه وكذلك إذا كان الر اوي ضعيفا أ ما إذا كان ال ر اوي مختلفا أترجم له إ ال فيه فإني أذكر أقوال المعدلين والمجرحين وأتو سع في ذلك حسب حال ال ر اوي ثم أنتهي إلى الت رجيح وفق القواعد المق ررة عند أهل العلم. إذا أ طلق 8- "مجموع الفتاوى" فالم ارد فتاوى "علوم الحديث" فالم ارد كتاب ابن الص الح حجر. واذا أ طلق شيخ اإلسالم ابن تيمي ة واذا أط قل "فتح الباري" فالم ارد فتح ابن (4(

12 9- أكتفي بذكر مؤلف الكتاب عند وروده أو ل مر ة ثم أذكره خل وا من ذلك إ ال لحاجة وان كان الكتاب ا مشهور استغنيت بشهرة مؤلفه عن إي ارد اسمه. بيانات الكتاب 10- أشير إليها وهذا قليل. أرجأتها إلى فهرس المصادر إال إن اقتضى األمر ذلك فإن ي 9- الر جوع في بيان غريب الحديث والل غة إلى المصادر األصلي ة ما أمكن. 10- الت رجمة لألعالم غير المشهورين واستبعاد من اشتهر منهم. اربع ا: الد ارسات السابقة: مسائل هذا العلم متناثرة في بطون الشروح والكتب المص نفة في أنواع من علوم الحديث نحو ما صنف في غريب الحديث ومختلفه ومشكله وناسخه ومنسوخه وأسباب وروده وغير ذلك م ما له صلة بمسائله ومباحثه. ولم أجد بعد البحث والت تبع كتابا مفرد ا في مسائل هذا العلم غير بحث صغير لل شيخ الدكتور مح مد بن عمر بازمول عنون له "علم شرح الحديث وروافد البحث فيه". موضوع وهو على مقصدين: ا لو ل: الت عريف بعلم شرح الحديث: وواضعه واستمداده وفضله وثمرته. وذكر فيه ح ده واسمه وموضوعه ومسائله والث اني: روافد البحث فيه: وتح دث فيه عن طرق شرح الحديث ومسائل وتت مات متعلقة بكتب شروح الحديث وما إليها. وأشار المصنف في ثنايا بحثه إلى عزمه على وضع كتاب في أصول هذا العلم غير أن شيئا من ذلك لم يصدر فيما أعلم -بعد بحث وتتبع- إلى وقتي هذا. وهذا البحث مفيد ونافع بذل فيه صاحبه جهدا مشكور ا وطرق فيه بابا لم ي طرق من أن قبل غير ه اقتصر فيه على بعض المباحث ولم يقصد الت وسع واالستيفاء كما هو ظاهر من مقدمة بحثه وث مة مسائل كثيرة مه مة لم يتع رض لها ال تقل أهم ية ع ما ذكره. ومم ا تجدر اإلشارة إليه هنا أ ن ال شيخ عبد الكريم الخضير له محاض ارت مه مة (7(

13 بعنوان: مقارنة بين شروح الكتب الستة لمسائل مه مة فيما يتعل ق بهذا العلم. ف رغت ونشرت على موقعه وقد تع رض فيها خامس ا: خط ة البحث: ق سمت البحث إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. أما المقد مة فضم نتها ما يلي: أهم ية الموضوع وبواعث اختياره. أهداف البحث. منهج الباحث وطبيعة عمله في البحث. الد ارسات السابقة. خطة البحث وأم ا الفصول فرت بتها على الن حو الت الي: الفصل ا لو ل: الت عريف بعلم شرح الحديث وأهم ي ته ونشأته وأنواعه ومسائله: وفيه خمسة مباحث: المبحث األو ل: الت عريف بعلم شرح الحديث. المبحث الث اني: أهمي ته وثمرته. المبحث الث الث: نشأته وتطوره وبداية الت صنيف فيه. المبحث الر ابع: أنواعه وأقسامه. المبحث الخامس: موضوعه ومسائله. الفصل الثاني: طرق شرح الحديث: وفيه أربعة مباحث: (6(

14 المبحث األو ل: شرح الحديث بالحديث. المبحث الث اني: شرح الحديث بأقوال ال صحابة. المبحث الث الث: شرح الحديث بأقوال الت ابعين. المبحث الر ابع: شرح الحديث بلغة العرب. الفصل الث الث: أسباب الخطأ في شرح الحديث: وفيه اثنا عشر مبحث ا: المبحث األو ل: الت عصب المذهبي المبحث الث اني: الت عصب المذهبي الفقهي. العقدي. المبحث الث الث: الجهل بالل غة. المبحث الر ابع: إخضاع األحاديث للعلوم والمكتشفات العصر ية. المبحث الخامس: الت سرع في تنزيل الحديث على الوقائع والحوادث. المبحث الس ادس: الت أث ر بالبيئة والواقع. المبحث الس ابع: ات باع المتشابه وعدم رد ه إلى المحكم. المبحث الث امن: تنزيل األحاديث على المصطلحات والمعاني الحادثة. المبحث الت اسع: مخالفة اإلجماع. المبحث العاشر: دعوى االختالف. المبحث الحادي عشر: دعوى اإلشكال. المبحث الث اني عشر: دعوى الن سخ. الفصل ال اربع: مصادر شرح الحديث وتعلقه بعلوم الشريعة: (0(

15 وفيه مبحثان: المبحث ا لول: تعلقه بعلوم الحديث: وفيه خمسة مطالب : المطلب األو ل: تعلقه بالكتب الحديث ية. المطلب الث اني: تعلقه بغريب الحديث. المطلب الث الث: تعلقه بأسباب ورود الحديث. المطلب الر ابع: تعلقه الحديث بمختلف ومشكله. المطلب الخامس: تعلقه بناسخ الحديث ومنسوخه. المبحث الثاني: تعلقه ببقية علوم الش ريعة: وأشير هنا إلى أهمية االستفادة في هذا العلم من كتب الت فسير والت وحيد والفقه واللغة والت اريخ والسير.. إذ إ ن أصول هذه الكتب يستفاد منها في فقه الحديث ود ارسته. سادس ا: الخاتمة: سابعا : الفهارس: وفيها أهم ال نتائج والت وصيات التي تو صل إليها الباحث. فهرس اآليات القرآني ة. فهرس األحاديث الن بو ية. فهرس اآلثار. فهرس األعالم والرواة. فهرس المصادر والم ارجع فهرس الموضوعات. (8(

16 الفصل ا ل ول التعريف بعلم شرح الحديث وأهم يته ونشأت ه وأنواع ه ومسائل ه وفيه خمسة مباح ث: المبحث ا لو ل: الت عريف بعلم شرح الحديث. المبحث الث اني: أهم ية علم شرح الحديث وثمرته. المبحث الث الث: نشأة علم شرح الحديث وبداية وتطوره الت صنيف فيه. المبحث الر ابع: أقسام علم شرح الحديث ومناهجه. المبحث الخامس: موضوع علم شرح الحديث ومسائله. (9(

17 شرح الحديث فرع المبحث ا لو ل الت عريف بعلم شرح الحديث من فروع علوم الحديث وحت ى يت ضح معناه ال ب د باعتبارين األو ل: باعتبار مفرديه وهما: كلمة باعتباره لقبا على هذا الفن الخاص. أو ل: تعريفه باعتبار مفرديه: الش رح لغة : قال ابن فارس: "الشين وال ر اء والحاء أصيل يدل الكالم وغيره شرحا إذا بي نته. واشتقاقه من تشريح الل حم". )شرح( وكلمة من تعريفه )الحديث( والث اني: على الفتح والبيان. من ذلك شرحت وقال ابن منظور : "وال شرح: الكشف يقال: شرح فالن أمره أي: أوضحه وشرح مسألة مشكلة : بي نها وشرح الشيء يشرحه شرحا وشرحه: فتحه وب ينه وكشفه. وكل ما ف تح من الجواهر فقد ش رح أيضا. تقول: شرحت الل حم". حدث أمر الحديث لغة : قال ابن فارس: "الحاء وال دال والث اء أصل بعد أن لم يكن. وال رجل الحد ث: الط ري يحدث منه الش يء بعد ال شيء". )4( والحديث في عرف ال شرع: "ما يضاف إلى الن بي ". الغامض إذا ف سرته ومنه تشريح واحد وهو كون ال شيء لم يكن. يقال: السن. والحديث من هذا ألن ه كالم مقاييس اللغة )ص 779 (. وانظر: العين )93/3(. لسان العرب )00/7(. وانظر: مختار الصحاح )ص 198 (. مقاييس اللغة )ص 173 (. )4( فتح الباري )193/1( وهذا من أخصر وأحسن ما يقال في بيان معنى الحديث في عرف ال شرع. (10(

18 ي ظفر ثاني ا: تعريفه باعتباره لق با على فن خاص: على كثرة الكتب المص نفة في شرح الحديث غير أ ن بيان حد هذا العلم وتعريفه ال به فيها غالبا وا نما يفز ع في ذلك إلى الكتب المص نفة في تعريفات العلوم وم ما وقفت عليه في ذلك ما ذكره صديق بن حسن "مقدمة العلوم" قال: "علم شرح الحديث علم الش ريفة بحسب القواعد العربي ة واألصول ال شرعي ة خان في "أبجد العلوم" باحث عن م ارد رسول اهلل بقدر الط اقة البشر ية". إ ياه إلى عازيا من أحاديثه وهذا تعريف حسن إذ قوله "علم باحث يخرج به ما كان باحثا عن م ارد غيره. عن م ارد رسول اهلل من أحاديثه الش ريفة": وقوله "بحسب القواعد العربي ة رسول اهلل الن بو ية. مع جهل باللغة وال شرع إذ العلم واألصول الشرعي ة": يخرج به ما كان باحثا بهما ال ب د عن م ارد منه في بيان معاني األحاديث وقوله "بقدر الط اقة البشر ية": فيه بيان استف ارغ الوسع وبذل الجهد في بيان م ارد رسول اهلل في أحاديثه ال شريفة وأ ن المتصدي لذلك ال ب د أن يمتلك األدوات التي تعينه عليه. وم ما ينبغي الت نبيه عليه هنا أن ه أ غفل في هذا الت عريف اإلشارة بمباحث اإلسناد ومسائله فهي داخلة في شرح الحديث ولعله لم يشر إليها ألن األعظم باإلسناد. من شرح الحديث ذكر إلى ما يتعل ق المقصود معانيه وفقهه وأحكامه وما إلى ذلك م ما ال تعلق له لعل ه يقصد كتاب المعروف ب "مفتاح ال سعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم" ألحمد "طاش كبرى ازدة" فإن المصنف ينقل عنه ا كثير (11( مصطفى بن في كتابه هذا وقد ذكر الت عريف نفسه في كتابه )341/1( وتابعه صديق حسن خان في نقل تت مة كالمه واهلل أعلم..)336/1( سيأتي بيانه مفص ال في المبحث الخامس من هذا الفصل.

19 بيان كون شرح الحديث عل ما: سبقت اإلشارة إلى أن فيما وقفت عليه: الحاكم شرح الحديث فرع في "معرفة علوم الحديث" من فروع عل وم الحديث وأ ول من ذكر ذلك قال: بعد معرفة ما قد منا ذكره من ص حة الحديث إتقانا ومعرفة ال تقليدا الحديث إذ هو ثمرة هذه العلوم وبه قوام ال شريعة". "ال نوع العشرون من هذا العلم - وظ نا-: معرفة فقه ورغم أهمي ة هذا العلم وموقعه من علوم الحديث غير الحاكم لم يذكره ضمنها )أي: ضمن علوم الحديث(. أ ن أكثر من ص نف فيها بعد ومم ن ذكره وأشار إليه: القاضي عياض وتقييد الس ماع" قال-في سياق ذكر علوم الحديث- واألحكام من نصوصه ومعانيه وجالء على الوجوه المفص لة وذكره كذلك الطيبي )4( وتنزيلها". إليه الغريب ث م قال: "وأ ما فقهه: في "اإللماع "ثم إلى معرفة أصول الرواية الت فقه فيه واستخ ارج مشكل ألفاظه على أحسن تأويلها ووفق في "الخالصة في أصول الحديث" ضمن الحكم مختلفها علوم الحديث ضا ما )7( فهو ما تضم نه من األحكام واآلداب المستنبطة منه". فقه الحديث وشرح الحديث وتفسير الحديث ومعاني الحديث = معانيها متقاربة. انظر: علم شرح الحديث وروافد البحث فيه )ص 400 ( المطبوع ضمن "سلسلة الد ارسات الحديث ية الجزء الث اني" ) ( لمحم د بن عمر بازمول. والذي يظهر أن شرح الحديث عندهم أوسع من فقه الحديث فال شرح يتناول اإلسناد والمتن بينما الفقه ي نظر فيه إلى المتن وما يتضم نه من الفقه والمعاني واألحكام على الن حو الذي تق دمت اإلشارة إليه قريبا. )ص 170 (. بن عبد اهلل العصيمي ورجعت إلى كثير منها فوجدت األمر على (11( أفادنيه شيخنا المحدث صالح ما ذكر. )4( )ص 7 (. )7( )ص 61 (.

20 وأشار إليه مصطفى بن عبد اهلل بقوله: "علم شرح الحديث من فروع الحديث" )4( العلوم" و"الحط ة في ذكر الصحاح الست ة". المقصود بعلم شرح الحديث في البحث: "المعروف بالحاج وعنه: صديق خليفة" بن في "كشف الظنون" حسن خان في "أبجد بعد بيان الم ارد بشرح الحديث وذكر كونه علما فإ ن مقصود الباحث بعلم شرح الحديث الذي تتناوله هذه الد ارسة: معرفة المسائل واألصول المتعلقة بشرح الحديث وال تي تضبطه وتؤصل له وتبين مناهجه وتعلقه بعلوم الشريعة عا مة وطرقه ومسالكه وموارده وبعلوم الحديث على وجه الخصوص. وأسباب الخطأ فيه "اعتاد الناس أن يقولوا: "حاجي خليفة" وهو نطق خاص بإخواننا األت ارك فينبغي أن يظ ل خالصا لهم". الموجز في م ارجع الت ارجم والبلدان والمص نفات وتعريفات العلوم )ص 99 ( لمحمود الط ناحي..)48/1( )2(.)337/1( )4( )ص 181 (. (13(

21 المبحث الث اني أهم ية علم شرح الحديث وثمرت ه إن معرفة معاني وفقه حديث رسول اهلل من أجل علوم الحديث بل "هو ثمرة هذه العلوم وبه قوام ال شريعة" وال يوصف بالعلم من ال فقه وال د ارية له ولهذا عظم حرصهم عليه وت طالبهم له وأفردوا له األبواب والفصول في مص نفاتهم ومن ذلك أ ن اإلمام الر امهرمز ي "القول في فضل له: ذكر فصال في كتابه "المحدث الفاصل بين ال ر اوي والواعي" من جمع بين الرواية والد وعنون ارية" وكذلك صنع الحاكم في المعرفة على ما قد منا وهذان الكتابان من أوائل الكتب المصن فة في هذه ال صنعة ونفائس ها. وهذه بعض اآلثار الد ال ة على ما ذكرت: عن مصعب الز بيري قال: سمعت مالك بن أنس وقد قال البني أخته أبي بكر - واسماعيل ابني أبي أويس: "أ اركما تحب ان هذا ال شأن وتطلبانه" يعني الحديث قاال: نعم قال: "إن أحببتما أن تنتفعا وينفع اهلل بكما فأقال منه وتفق ها" ونزل ابن مالك بن أنس من فوق ومعه حمام اهلل قد غط اه قال: فعلم مالك ال أدب اآلباء واأل مهات والخير خير اهلل ال خير أ نه قد فه مه ال ناس اآلباء واأل مهات". فقال: "األدب أدب قال الخطيب البغدادي -في سياق هذا الخبر-: "وليعلم أ ن اإلكثار من كت ب الحديث وروايته ال يصير بها ال رجل فقيها إ نما يتفق ه باستنباط معانيه وانعام الت فكر فيه". وتأم ل تعنيفهم على من اشتغل بالرواية من غير التفات )4( عاصم الن بيل: "الرياسة في الحديث بال د ارية رياسة نذلة". إلى الد ارية في قول أبي تقد م )ص 11 (. )ص 138 (. أخرجه: الر امهرمزي في "المحدث الفاصل" )ص ( رقم )148(. ومن طريقه: الخطيب البغدادي في "نصيحة أهل الحديث" المطبوع مع "شرف أهل الحديث" )ص 171 ( رقم )14( إلى قوله "فأقال منه وتفق ها". )4( أخرجه: الر امهرمزي في "المحدث الفاصل" )ص 173 ( رقم )161(. ومن طريقه: الخطيب البغدادي في "الجامع ألخالق ال اروي وآداب ال سامع" ) /1( رقم )1749( بلفظ: الرئاسة بدل: الرياسة. (14(

22 وفي قول ابن الص الح: "ال ينبغي لطالب الحديث أن يقتصر على سماع الحديث وكتبه دون معرفته يح وفهمه فيكون قد أتعب نفسه من غير أن يظفر بطائل وبغير أن صل في عداد أهل الحديث بل لم يزد على أن صار من المتشبهين المنقوصين المتحلين بما هم منه عاطلون". وانظر تشديدهم في ذلك في كالم ناصر السن ة اإلمام الشافعي عالما بما وصفنا بالحفظ يذهب عليه عقل العرب ال بحقيقة المعرفة فليس له أن يقول أيضا إذ يقول: "ومن كان أل نه قد بقياس المعاني. وكذلك لو كان حافظا مقصر العقل أو ا مقصر عن علم لسان لم يكن له أن يقيس من قبل نقص عقله عن اآللة التي يجوز بها القياس. وهذا يفسر ال قياسا". لك سبب كثرة تصانيفهم في شرح الحديث وفقهه ود اريته وتقديم على علوم الرواية بما ب ينه ابن حجر بقوله: "فإ ن ص نف في ذلك بل لو ا دعى م دع أ ن الت صانيف التي جمعت في تمييز الرجال بل ذلك هو الواقع". وال ذلك فقه الحديث وغريبه ال يحصى كم التصانيف التي جمعت في ذلك أجمع من وكذا في تمييز الص حيح من ال سقيم لما أبعد وقد تتابعت كلمتهم في ضرورة الجمع بين معرفة صح ة الحديث ورجاله من جهة ومعرفة فقهه ومعانيه من جهة أخرى وفيه يقول علي بن المديني: "الت فقه في معاني الحديث نصف العلم وقال الخط ابي )4( ومعرفة الرجال نصف العلم". في مقدمة "معالم السنن" نقول يسع هذا -واهلل أعلم- أن يقول أبدا إال اتباعا -مبينا سبب تصنيفه له-: "أم ا بعد: فقد فهمت مساءلتكم إخواني أكرمكم اهلل وما طلبتموه من تفسير كتاب السنن ألبي داود سليمان بن األشعث وايضاح ما ي شكل من متون ألفاظه وشرح ما يستغلق من معانيه وبيان وجوه أحكامه والداللة على مواضع االنت ازع واالستنباط من أحاديثه والكشف عن معاني الفقه المنطوية في ضمنها لتستفيدوا إلى ظاهر الرواية لها باطن العلم والد ارية (17( علوم الحديث )ص 170 (. الرسالة )ص 709 (. النكت على كتاب ابن ال صالح )130/1(. )4( المحدث الفاصل )ص 130 (.

23 بها وقد أريت الذي ندبتموني له جهله وال يجوز لي كتمانه وسألتمونيه من ذلك ا أمر كما ال يجوز لكم إغفاله واهماله". ال يسعني تركه كما ال يسعكم وما تقد م نقله ع من سبق من أهل العلم ظاهر الداللة على أ ن طالب العلم ال ينبل وال يبلغ مبلغ الرئاسة في العلم إال بالت فقه في حديث رسول اهلل ومعرفة معانيه واستخ ارج فوائده والغوص على كنوزه ودرره. واالقتصار على الرواية وال سماع وتحصيل اإلجا ازت من غير فقه ومعرفة = ضرب من ضروب الحرمان وتضييع للعمر في غير طائل واعتبر في هذا بحال األئ مة األربعة ومن سار سيرهم في الجمع بين الرواية والد ارية كيف خل د اهلل أثرهم وانتشر في الناس ذكرهم. "ومن أتعب نفسه في الس ماع وجمع اإلجا ازت وال حظ في صورة طالب علم". له من الد ارية فهو عامي... ومن درر أبي حاتم ولم يعرف معاني ح بان ابن األخبار والجمع قوله في "المجروحين": "فمن لم يحفظ سنن الن بي بين تضادها في المجمل وال عرف الن اسخ من المنسوخ وال الل فظ الخا ص العام الذى ي ارد به الخاص وال األمر الذى هو فريضة وال األمر الظ واهر وال عرف المفس ر من الذى ي ارد به العام وال الل فظ الذى هو فضيلة وارشاد وال ال نهي الذى هو حتم ال يجوز ارتكابه من الن هي الذى هو ندب يباح استعماله = كيف يستحل أن يفتي أو كيف يسوغ لنفسه تحريم الحالل أو تحليل الح ارم تقليدا منه لمن يخطئ ويصيب ارفضا قول من ال ينطق المروي ات. مجمالت وفي السياق نفسه ذكر اإلمام ال نووي القاضي والمفتي وعلى السنن مدار "أن عن الهوى". شرعنا مبني أكثر األحكام الفقهي ات فإن على الكتاب العزيز والسنن أكثر اآليات الفروع يات وبيانها في السنن المحكمات. وقد ات فق العلماء على أ ن من شرط المجتهد من )4( أن يكون عالما باألحاديث الحكمي ات"..)1/1( الغاية من الس ماع والرواية )ص 79 ( لصالح بن عبد اهلل العصيمي..)13/1( )4( شرحه على مسلم )114/1(. (16(

24 ص) وفي الوحي الن بوي ما يدل على فضل من جمع بين الرواية والد ارية والحفظ والفقه كما في حديث أبي موسى األشعري عن الن ب ي قال : )م ث ل م ا ب ع ث ن ي الل ه ب ه م ن اله د ى و الع ل م ك م ث ل الغ ي ث الك ث ير أ ص اب أ ر ض ا ف ك ان م ن ه ا ن ق ي ة ق ب ل ت الم اء ف أ ن ب ت ت الك ل و الع ش ب الك ث ير و ك ان ت م ن ه ا أ ج اد ب أ م س ك ت الم اء ف ن ف ع الل ه ب ه ا الن اس ف ش ر ب وا و س ق و ا و ز ر ع وا و أ ص اب ت م ن ه ا ط ائ ف ة أ خ ر ى إ ن م ا ه ي ق يع ان ل ت م س ك م اء و ل و مث ل ت ن ب ت ك ل ف ذ ل ك م ث ل م ن ف ق ه ف ي د ين الل ه و ن ف ع ه م ا ب ع ث ن ي الل ه ب ه ف ع ل م و ع ل م م ن ل م ي ر ف ع ب ذ ل ك ر أ س ا و ل م ي ق ب ل ه د ى الل ه ال ذ ي أ ر س ل ت ب ه(. هذا الحديث من أظهر النصوص التي تدل على ما نحن بصدد اإلشارة إليه وأنقل في بيانه كالما نافعا البن القيم قال: "ش به العلم والهدى الذي جاء به بالغيث لما يحصل بكل واحد منهما من الحياة والمنافع واألغذية واألدوية وسائر مصالح العباد فإ نها بالعلم والمطر. وشب ه القلوب باأل ارضي التي تقع عليها المطر ألن ها المحل الذي يمسك الماء فينبت سائر أنواع الن بات ال نافع كما أ ن القلوب تعي العلم فيثمر فيها ويزكو وتظهر بركته وثمرته ثم قس م الن اس إلى ثالثة أقسام بحسب قبولهم واستعدادهم لحفظه وفهم معانيه واستنباط أحكامه واستخ ارج حكمه وفوائده: أهل أحد ها: الحفظ والفهم الذين حفظوه وعق لوه وفهموا معانيه واستنبطوا وجوه الح ك م واألحكام والفوائد منه فهؤالء بمنزلة األرض التي قبلت الماء الكثير وهذا هو الفهم فيه فهذا مثل الحف اظ الفقهاء أهل الر واية والد ارية. أهل الثاني: القسم فأنبتت الكأل والعشب والمعرفة واالستنباط فإن ه بمنزلة إنبات الكأل والعشب بالماء الحفظ الذين ر زقوا حفظه ونقله وضبطه ولم ي رزقوا تفقها في معانيه وال استنباطا وال استخ ارجا لوجوه الحكم والفوائد منه... فهؤالء بمنزلة األرض التي أمسكت الماء للن اس فانتفعوا به هذا يشرب منه وهذا يسقي وهذا يزرع فهؤالء القسمان األجادب: صالب األرض التي تمسك الماء فال تشربه سريعا. وقيل: هي األرض التي ال نبات بها مأخوذ من الجدب وهو القحط. النهاية في غريب الحديث واألثر)ص 140 (. أخرجه: البخاري كتاب العلم باب فضل من علم وعل م )ص 41 ( رقم )09( كتاب الفضائل باب بيان مث ل ما ب عث به رسول اهلل طريق حم اد بن أسامة عن ب ريد بن عبد اهلل بن أبي بردة (10( والل فظ له )983 رقم )1181( بنحوه ومسلم من عن أبي بردة ابن أبي موسى األشعري به.

25 هم السعداء واأل ولون أرفع درجة وأعلى قدر ا وذلك فضل اهلل يؤتيه من يشاء واهلل ذو الفضل العظيم. الثالث: القسم الذين ال نصيب هم بمنزلة األرض التي هي قيعان لهم منه ال حفظا وال فهما وال رواية وال د ارية بل ال تنبت وال تمسك الماء وهؤالء هم األشقياء". مفتاح دار ال سعادة )164/1(. (18(

26 كانت بداية نشأة علم شرح الحديث المبحث الث الث وتط و ره وبداي ة هذا العلم ونشأته في عهد رسول اهلل الت صنيف فيه وأصحابه الك ارم وأتباعهم ولقد أرجأت الحديث عن ذلك إلى الفصل الث اني -الذي خص صته للحديث عن طرق شرح الحديث فذكرت فيه شرح الحديث بالحديث وبكالم الص حابة وبكالم الت ابعين- أليق. فهو به ولم تكن نشأة هذا العلم وتطوره بمعزل عن تطور كتابة الحديث وتدوينه منذ عهد رسول اهلل إلى أن استوت الكتابة على سوقها وبلغت أش دها فيما بعد ومعلوم أ ن ما ك تب في عهد رسول اهلل ي كتب للحفظ والم ارجعة فقط ثم ثم وأصحابه وأتباعهم "لم يكن تصنيفا مرت با مب وبا وا نما كان إ نه في زمن تابعي الت ابعين ص نفت الت صانيف وجمع طائفة من أهل العلم كالم الن بي وبعضهم جمع كالم ال صحابة..". وهو الذي أشار إليه الخطيب البغدادي بقوله: "ولم يكن العلم مد ونا أصنافا وال مؤل فا كتبا وأبوابا في زمن المتقدمين من ال صحابة والت ابعين وا نما فعل ذلك من حذا المتأخرون فيه حذوهم". إن ما سبق يدل ك على أ ن بعدهم الت صنيف في أواخر عهد الت ابعين وفي عهد أتباع الت ابعين نحا منحى جديدا وسلك مسلكا فريدا إذ جمعت فيه أحاديث رسول اهلل مرت بة ور بما ض م إلى ذلك أقوال ال صحابة مبو بة والت ابعين وفتاواهم وشيء من فقه األحاديث ومعانيها فقصد من ذلك الجمع بين الفقه والحديث والد ارية والرواية م ما يرشح هذه المرحلة أن تكون من بواكير الت صنيف في شرح الحديث وا ن لم ي فرد ذلك في كتاب مستقل كما حدث بعد. وقد أحسن الخطيب البغدادي حين أشار إلى ذلك بقوله في وصف الط ريقتين الل ت ني عليهما ي صن ف الحديث-: "م ن العلماء من يختار تصنيف السنن وتخريجها على األحكام وطريقة الفقه ومنهم من يختار تخريجها على المسند وضم أحاديث كل واحد من شرح علل الترمذي )344/1(. الجامع ألخالق الر اوي وآداب الس امع )181/1(. (19(

27 نوع الص حابة بعضها إلى بعض. فينبغي لمن اختار الط ريقة األولى أن يجمع أحاديث كل نوع من السنن على انف ارده فيميز ما يدخل في كتاب الجهاد ع ما يتعلق بالصيام وكذلك الحكم في الحج وال صالة والط هارة وال زكاة وسائر العبادات وأحكام المعامالت ويفرد لكل كتابا ويبوب في تضاعيفه أبوابا فيها األحاديث يقدم والموقوفات ومذاهب القدماء من مشهوري الفقهاء وال يورد رجاله المسندات واستقامت أحوال رواته. فإن لم يصح في الباب حديث مسند الموقوف والمرسل وهذان الن وعان أكثر ما في كتب المتقدمين..". ثم يتبعها بالم ارسيل من ذلك إ ال ما ثبتت عدالة اقتصر على إي ارد وانظر مثاال على ذلك: موط أ اإلمام مالك فإ نه من أعظم ما ص نف في تلك المرحلة وأقدم ما وصلنا منها وقد ص نفه مالك على الط ريقة التي سبقت اإلشارة إليها من الت بويب على كتب الفقه ومسائله وضم وتعقيبه على األحاديث التي يوردها. في الفقه والحديث". وأحسن آثار ال صحابة والت ابعين ا وكثير ترتيبه وتدوينه حتى غدا "أ ول ما يذكر أريه تدوين ي عتبر ومم ا تجدر اإلشارة إليه: موط أ اإلمام مالك أن فائقة لقي عناية منذ تأليفه إلى يومنا هذا وكثرت عليه الشروح والحواشي والت عليقات. ومن أوائل ما وصلنا من تلك )4( )ت 138 ه( والمعنون له ب "تفسير غريب الموط أ". الشروح: شرح عبد الملك بن حبيب السلمي األندلسي ) 1 (الجامع ألخالق الر اوي وآداب ال سامع )184/1(. الفكر الس امي في تاريخ الفقه اإلسالمي )ص 31 ( لنذير حمدان. )137/1( لمحم د بن الحسن الح ج وي. (10( وانظر: الموط آت استقصاها وتتب عها: الدكتور عبد ال رحمن العثيمين في مقدمته على "تفسير غريب الموط أ" البن حبيب األندلسي وني ف بها على ثالثين ومائة هذا إلى وقت كتابة المقدمة في شهر شعبان سنة 1410 ه وبلغ بها أبو يعلى البيضاوي المغربي في "الت عليقات المستظرفة على الرسالة المستطرفة" قريبا من ثمانين ومائة غير أ نه لم يكتف بالشروح وما إليها بل أضاف إلى ذلك األط ارف والمختص ارت وغير ذلك مما له تعلق به وما سبقت اإلشارة إليه يدل على العناية البالغة التي حظ ي بها هذا الكتاب الفذ. )4( نشره نشرة تليق به: الدكتور عبد وذكر فيها الخالف في تسميته )171/1(. ال رحمن العثيمين عن مكتبة العبيكان وق دم له بمقدمة مطو لة

28 ثم تتابعت الشروح بعد ذلك عليه إلى يومنا هذا وتعتبر شروح الموط أ باكورة الشروح الحديثي ة التي تعاقب عليها األماثل من المحدثين جيال بعد جيل. ومن المهم ذكر ه في هذا السياق أ ن الكتب ال تي ص نفت في غريب الحديث ومختلفه ومشكله وناسخه ومنسوخه في القرن الث اني والذي يليه كان لها أثر ظاهر في ال شرح الحديثي وذلك لالرتباط الوثيق بينها وبينه. ويعتبر القرن الر ابع باكورة انطالقة الشروح الحديث ية إذ أسهم علماء هذا القرن إسهامات واضحة في فتح أبوابه وطرق مسائله وتثبيت دعائمه. وشاع بين الد ارسين أن أ ول من ص نف في شرح الحديث: اإلمام )ت 388 ه( وذلك حين تص دى لشرح سنن أبي داود في "معالم السنن" ث م في "أعالم الحديث". وال ذي يظهر لي أ ن أ ول من طرق هذا الباب: ابن الطبري جرير شرح الخط ابي البخاري )ت 310 ه( في كتابه "تهذيب اآلثار وتفصيل معاني الث ابت عن رسول اهلل من األخبار" ويظهر من تسمية مؤلفه له أ نه قصد بيان المعاني وايضاحها وهذا الكتاب من الكتب العظيمة الن افعة التي ع ول عليها واستفاد منها كثير أكثر من الن قل عنه ابن حجر قال الخطيب البغدادي: "لم أر عجائب كتبه ابتدأه في سواه "الفتح". في من ش ر اح الحديث بعد اإلمام الطبري وم من وعظ م بما أسنده الصديق م ما ص ح العلماء ثناء )4( معناه" وقال أبو محم د عليه واجاللهم له ح ىت )7( الفرغاني : "هو من عنده سنده وتكل م على كل حديث منه بعلله وطرقه ثم فقهه واختالف العلماء وحججهم وما فيه من المعاني والغريب والرد ستأتي اإلشارة إلى ذلك مفص لة في الفصل الر ابع. انظر: نموذج من األعمال الخيري ة في إدارة الطباعة المنير ية )ص 614 ( لمحم د منير الدمشقي. ن شر منه قسم عبد اهلل بن عب اس من مسند عمر بن الخط اب وقسم (11( بتحقيق األستاذ العال من مسند علي بن أبي طالب وقسم من مسند مة محمود شاكر عن دار المدني ثم ن شر مسند عبد الر حمن بن عوف ومسند طلحة بن عبيد اهلل ومسند الزبير بن الع وام بتحقيق علي رضا بن علي رضا عن دار المأمون للت ارث. )4( تاريخ بغداد )163/1(. )5( هو: عبد اهلل بن أحمد بن جعفر الت ركي روى عن ابن جرير وله ذيل على تاريخه وروى عنه الد ارقطني توفي سنة 361 ه. انظر: سير أعالم النبالء )133/16(.

29 على الملحدين فتم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي وبعض مسند ابن عباس فمات قبل تمامه. قلت )القائل: ال ذهبي(: هذا لو تم لكان يجيء في مائة مجل د". ثم ن ه د اإلمام الخط ابي بعد ذلك لشرح سنن أبي داود وصحيح )4( بالسنن فشرحه في كتابه "معالم السنن" وكان باعثه على تأليفه أمرين : وابتدأ البخاري ا لو ل: )7( ذكر هذا. الث اني: سؤال من سأله من إخوانه وطلبهم منه أن يفسر لهم كتاب السنن وقد سبق منزلة كتاب السنن وع ظم قدره م ما جعل الحاجة ذلك يقول الخط ابي: "اعلموا رحمكم اهلل أ ن إلى شرحه ما سة وفي كتاب السنن ألبي داود كتاب لم شريف يصن ف في علم الدين كتاب مثله وقد رزق القبول من ال ناس كاف ة فصار حكما بين فرق العلماء وطبقات الفقهاء على اختالف مذاهبهم فلكل فيه ورد ومنه شرب وعليه معو ل أهل الع ارق وأهل مصر وبالد المغرب وكثير من مدن أقطار األرض... وقد جمع أبو داود في كتابه هذا من الحديث في أصول العلم وأم هات السنن وأحكام الفقه ما ال نعلم متقدما سبقه إليه وال ا متأخر لحقه فيه وقد كتبت لكم فيما أمليت من تفسيرها وأوضحته من وجوهها ومعانيها وذكر أقاويل العلماء واختالفهم فيها علما ج ما فكونوا به سعداء سير أعالم النبالء )103/14( ونقله تاج الدين السبكي في "طبقات ال شافع ية" )111/3( بتصرف يسير. ي شار هنا إلى أن له تأليف اإلمام الخط اب ي في "غريب الحديث" اعتنى فيه عناية ظاهرة (11( بفقه الحديث وبيان أحكامه ومعانيه وما يستنبط منه مع اإلشارة إلى وجوه الخالف والت رجيح فهو وان كان لم يلتزم هذا في كل أحاديث الكتاب لكن ه ظاهر لمن تأ مله. وشرحه هذا على السنن وكذلك على عليهما فهو صاحب سبق في هذا الباب. وقد ذكر عصام )ص 118 ( أن الحسني صحيح البخاري أ ول ما وصلنا وانتهى إلينا من الشروح في كتابه "إتحاف القاري بمعرفة جهود العلماء على صحيح البخاري" الخط اب ي مسبوق بشرح البخاري فقد شرحه قبله ابن األخرم ال نيسابوري )ت 344 ( وأبو علي الماس رجسي )ت 367 ( وأبو أحمد النيسابوري المعروف بالحاكم الكبير )ت 378 (. وهذا الذي ذكره غير صحيح فهذه مستخرجات وليست شروحا. انظر بيان ذلك في "اإلمام الخط ابي وآثاره الحديثية ومنهجه فيها" ) /1( ألحمد الباتلي. )4( انظر: اإلمام الخط ابي وآثاره الحديث ية ومنهجه فيها )767/1 وما بعدها(. )7( )ص 17 (.

30 نفعنا اهلل تعالى واي اكم برحمته". ثم عمد إلى صحيح البخاري فشرحه وكان شرحه كالت تميم ل "معالم السنن" يوضح ذلك قوله في فاتحته: "وقد تأم لت المشكل من أحاديث هذا الكتاب والمستفسر منها فوجدت بعضها قد وقع ذكره في كتاب "معالم السنن" مع و أريتني لو طويتها فيما أفسره من على ما أودعته ذلك الكتاب عند من ال يقع عنده ذاك من ذكرها هذا الكتاب كنت = ال شرح له واإلشباع وضربت عن ذكرها صفحا قد أخللت بحق في تفسيره م ين اعتمادا هذا الكتاب فقد يقع هذا وقد يرغب في أحدهما من ال يرغب في اآلخر ولو أعدت فيه ذكر جميع ما وقع في ذلك الت صنيف كنت قد ه جنت هذا الكتاب بالت ك ارر وع رضت الن اظر فيه للمالل ف أريت األصوب أن ال أخليه هناك متوخي ا من تجديد فائدة ا جبر اإليجاز من ذكر بعض ما تق دم شرحه وبيانه فيه مع إضافتي إليه ما عسى أن يتي سر في بعض تلك األحاديث وتوكيد معنى زيادة على لل ناقص منه ثم إني أشرح بمشيئة اهلل الكالم في "معالم السنن" وأوفيها حق ها من ال شرح والبيان". ما في ذلك الكتاب ليكون عوضا عن الفائت في سائر األحاديث التي لم يقع ذكرها ثم كثرت الشروح من بعد اإلمام الخط ابي واعتنى أهل الحديث بهذا الباب العظيم من أبواب هذا العلم الش ريف حتى وبذلت فيه الجهود العظيمة التي تدل استوى علما قائما على حفظ اهلل لس نة نبيه بذاته فص رفت فيه نفائس األ وقات الدين من هذا الغرس الط اهر المبارك الذي ما زلنا نجني ثماره إلى يومنا هذا. سبب تأخ ر الت صنيف في ال شروح الحديثي ة: يرجع ذلك إلى أمور منها: بما غرس في هذا أن أو ل: عنايتهم كانت مت جهة إلى جمع الحديث وكتابته وتدوينه. ثاني ا: عدم الحاجة الماس ة إليه لقربهم من عهد النب وة وعدم فشو الل حن فيهم. ك ره ثالثا : جماعة من األئ مة أن ي ذكر مع كالم رسول اهلل كالم غير ه وفيه يقول (13( معالم السنن )11-10/1(. أعالم الحديث ) /1(.

31 ابن رجب: ".. وأم ا األبواب المعل لة فال نعلم أحدا سبق الترمذ ي إليها. و ازد الترمذي ذكر كالم الفقهاء وهذا كان قد سبق إليه مالك في الموط أ وسفيان في الجامع وكان أحمد يكره ذلك وينكره حت ى إن ه أمر بتجريد أحاديث الموط أ وآثاره ع ما فيه من ال ر أي ال ذي يذكره مالك من أهم عنده. وكره أحمد أن يكتب مع الحديث كالم يفسره ويشرحه وكان ينكر على من صن ف في الفقه كأبي عبيد وأبي ثور وغيرهما ور خص في غريب الحديث ال ذي صن فه أبو عبيد أ وال ثم ل ما بسطه أبو عبيد وط وله كرهه أحمد وقال: هو يشغل ع ما هو منه". ثم ل ما فشا الجهل وبعد ال ناس عن عهد النبوة وانتشرت البدع واستد ل أصحابها بالحديث = دعت الحاجة إلى تدوين معاني األحاديث وبيانها. عليها منهم قال الخط ابي في مقدمة كتابه "غريب الحديث": "ث م إ ن الحديث ل ما ذهب أعالمه بانق ارض القرون الث الثة واستأخر به ال زمان فتناقلته أيدي العجم وكثرت الرواة وق ل الوعاة وفشا الل حن والذابون عن حريم ال رسول أن يعن وا بجمع )4( معانيه وتقويم األود وجه المسند المتأخرين ضبط ومرنت أن عليه األلسن اللكن = أرى أولوا البصائر والعقول من الوثيقة في أمر الدين والن صيحة لجماعة المسلمين الغريب من ألفاظه وكشف المغدف من ق ناعه وتفسير المشكل من من زيغ ناقليه وأن يدونوه في كتب تبقى على األبد )7( لتكون لمن بعدهم قدوة واماما ومن ال ضالل عصمة وأمانا". أ نه "عند بعد وذكر ابن رجب في معاني الحديث والفقه ا انتشار ا كثير العهد بكالم ال سلف وطول كالم ال سلف من األئ مة وجمعه وكتابته والرجوع الم دة وتخلد وانتشار بما يخالف كالم ال سلف األ ول = على كالم يتعي ن إليه ليتم يز بذلك ما هو مأثور شرح علل الترمذي ) /1(. اللكن: جمع ألكن يقولون: رجل ألكن وام أرة لكناء. والل كن واللك نة: الع جمة والعي في اللسان. انظر: مقاييس اللغة )ص 960 ( ولسان العرب )111/8(. أي: المستور من غدف والغين والد ال والفاء: أصل صحيح يدل على ستر وتغطية يقال: أغدفت أرة الم قناعها: أرسلته وأغدف الل يل: أرخى سدوله. انظر: مقاييس اللغة )ص 811 (. )4( األود: الع وج والمعنى: تقويم المعوج. انظر: لسان العرب )169/1( والنهاية في غريب الحديث واألثر )ص 71 (..)63/1( )5( (14(

32 عنهم مم ا أحدث بعدهم م ما هو مخالف لهم. وكان ابن كتب عقب كل حديث من حديثه تفسيره". مهدي يندم على أن ال يكون (17( شرح علل الترمذي )346/1(.

33 المبحث الر ابع أقسام علم شرح الحديث ومناهجه معرفة المناهج التي بنيت وسارت عليها الشروح الحديث ية مهم للباحث ومعين له ه على فهم ذه الكتب وطريقة الت عامل معها واالستفادة منها. وبال نظر في طائفة من = كتب الشروح والكتب المص نفة في مناهجها ومسالكها يظهر أ نهم سلكوا فيها ثالثة مسالك وهي: ا لو ل: ال شرح الموضوع ي: وهو ال ذي ي درس فيه الحديث الم ارد شرحه إسنادا ومتنا وت ق سم الد ارسة إلى موضوعات أو مباحث أو مسائل أو فوائد أو غير ذلك مما يصطلح عليه بحيث ي شرح ما يتعل ق بكل موضوع على حدة وهم في ذلك بين مقل ومستكثر فبعضهم يوسع الكالم على مباحث الحديث اإلسنادي ة والمتن ية وبعضهم يختصر الكالم في ذلك اختصار ا ويقتصر على ما ي اره مه ما أو الحاجة داعية إليه. وفي هذه الط ريقة ال يلتزم ال شارح ترتيب المصنف أو الجامع والماتن بل يلتزم ترتيب المباحث التي اختط ها وسار عليها ومثال ذلك: أ ن اإلمام البخار ي قد يؤخر الكالم على رواة الحديث وبعض قضايا اإلسناد فمن تص دى لشرح كتابه بهذه الط ريقة يقدم الحديث عن الرواة واإلسناد على مباحث المتن. ومن الشروح التي سارت على هذه الط ريقة: "عارضة األحوذي بشرح صحيح الترمذي" البن العربي و"شرح اإللمام بأحاديث األحكام" البن دقيق العيد و"الت وضيح لشرح الجامع ال صحيح" البن الملقن و"اإلعالم بفوائد عمدة األحكام" له وغير ذلك من الشروح التي يقف الباحث على طريقتها بتقليبها والن ظر فيها. انظرها في" كشف الظنون" )19/1( وعنه: صديق حسن خان في "أبجد العلوم" )191/1( وعنه كذلك: المباركفوري في مقدمة "تحفة األحوذي" )ص 101 ( ومقدمة أحمد معبد على "ال نفح ال شذي في شرح جامع الترمذي" )91-86/1( البن سي د الن اس وهذا األخير أجمعها وأحسنها إذ المذكور في "كشف الظنون" وان مث ل عليه بشروح الحديث في بعض أقسامه غير أن ه ساقه لبيان مسالك الشروح عموما ولم يرد ال شرح الحديث ي ابتداء وان كان ث مة تشابه بينهما ث م نقله عنه من ال نقله من غير تفات إلى هذا الملحظ واهلل أعلم. (16(

34 ولعل من أوائل من سلك هذا المسلك اإلمام الكبير أبا حاتم ابن حب ان البستي ويظهر ذلك مم ا ذكره الخطيب البغدادي في سياق بيان كتب ابن ح بان ومنفعتها قال: ".. ومن آخر ما ص ف: ن كتاب "الهداية إلى علم السنن" قصد فيه إظهار الصناعتين ال لتين هما صناعة الحديث والفقه يذكر حديثا ويترجم له ث م يذكر من يتف رد بذلك الحديث ومن مفاريد أي بلد هو ث م يذكر تاريخ كل اسم في إسناده من الص حابة إلى شيخه بما يعرف من نسبته ومولده وموته وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه ث م يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه والحكمة وان عارضه خبر آخر ذكره وجمع بينهما وان تضا د لفظه في خبر آخر تلط ف للجمع بينهما حت ى ي علم ما في كل خبر من صناعة الفقه مع والحديث ا وهذا من أنبل كتبه وأعزها". قال: وفن ا وفي كالم ابن العربي في مقدمة "العارضة" ما يشير إلى طريقته في هذا المسلك "ونحن سنورد فيه إن شاء اهلل بحسب العارضة: قوال في اإلسناد والرجال والغريب من فنون الن حو والت وحيد واألحكام واآلداب ونكتا من الحكم واشا ارت إلى المصالح". من كالمه وأسهب وأوضح: ما أورده ابن الملقن في مقدمة "الت وضيح" في بيان مسلكه في الش رح أنقله بطوله ألهم يته قال: "..وأحصر مقصود الكالم في عش رة أقسام: أحدها: في دقائق إسناده ولطائفه. ثانيها: في ضبط ما يشكل من رجاله وألفاظ متونه ولغته وغريبه. ثالثها: في بيان أسماء ذوي الكنى وأسماء ذوي اآلباء واأل مهات. اربعها: فيما يختلف منها ويأتلف. خامسها: في الت عريف بحال صحابته وتابعيهم وأتباعهم وضبط ومولدهم ووفاتهم... أنسابهم الجامع ألخالق الر اوي وآداب ال سامع )303/1( وهذا الكالم نقله شيخنا وأستاذنا الدكتور ن ازر ري ان-رحمه اهلل وتقب له-في أوائل شرحه على صحيح اإلمام مسلم "إمداد المنعم شرح صحيح اإلمام مسلم" )71/1( وتم له منه شرح المقد مة = وقف عليه عند اإلش ارف على االنتهاء منه ووقفت عليه الن ظر في شرح شيخنا المشار إليه. فر حا به ومؤصال لصنيعه في شرحه وان كان (10(.)6/1( قد -بتوفيق اهلل-أثناء مطالعة الجامع قبل

35 سادسها: في إيضاح ما فيه من المرسل والمنقطع والمقطوع والمعضل والغريب والمتواتر واآلحاد والمدرج والمعل ل والجواب ع من تكل م على أحاديث اإلرسال أو الوقف أو غير ذلك. سابعها: في بيان غامض فقهه واستنباطه وت ارجم أبوابه فإ ن الن اظر فيها كاإلحالة على أصل الحديث ومخرجه وغير ذلك م ما ست اره. ثامنها: في إسناد تعاليقه ومرسالته ومقاطعه. تاسعها: في بيان مبهماته وأماكنه الواقعة فيه. عاشرها: في اإلشارة إلى بعض ما يستنبط منه من األصول فيه مواضع هد وغيرها والجمع بين مختلفها وبيان ال ناسخ والمنسوخ منها والعام فيه بسبب يتح ير والفروع واآلداب والز والخاص والمجمل والمبي ن وتبيين المذاهب الواقعة فيه وأذكر إن شاء اهلل تعالى وجهها وما يظهر منها م ما ال يظهر وغير ذلك من األقسام التي نسأل اهلل إفاضتها علينا". فها أنت ترى أنه لم يكد يترك مبحثا وأشار إليه وقد التزم إلى حد ما بما ذكره. من مباحث ال سند أو المتن إال وتع رض له ومم ن سلك هذا المسلك وو سع الكالم على مباحث الحديث ومسائله الدكتور ن ازر ر يان -رحمه اهلل وتقب له- وبلغ بها تسعة عشر مبحثا األو ل: تخريج الحديث. الث اني: شجرة اإلسناد. الث الث: د ارسة رجال ال سند والحكم على اإلسناد. الر ابع: أ لفاظ الت لقي واأل داء. الخامس: لطائف الس ند. الس ادس: رحلة الحديث. أستاذنا = على ال نحو الت الي : الت وضيح.) /1( انظرها في "إمداد المنعم" )71/1 وما بعدها( وجرى وغيره من المعاصرين على تسمية هذا: حديثا تحليل يا وهو ال يختلف ع ما ذكرناه في ال شرح الموضوعي إ ال من جهة الت وسع في بعض المباحث المتني ة واإلسناد ية وزيادة أشياء ليست من أصل الشرح وكان أستاذنا قبل ذلك يقتصر من هذه المباحث على خمسة عشر كما ت اره في كتابه "الحديث الن بوي ال شريف د ارسة في الفقه وفقه الد عوة والسياسة الشرع ية". (18(

36 الس ابع: مسائل المصطلح في الحديث. الث امن: مناهج اإلمام في الحديث. الت اسع: الت حقق من شرط اإلمام في الحديث. العاشر: سبب ورود الحديث. الحادي عشر: سبب إي ارد الحديث. الث اني عشر: المطابقة بين الت رجمة والحديث. الث الث عشر: المتن الجامع والمقارنة بين ألفاظ الحديث. الر ابع عشر: اللغة وغريب ال لفظ. الخامس عشر: معنى الحديث. الس ادس عشر: المباحث الموضوع ية. الس ابع عشر: مشكل الحديث ومختلفه. الث امن عشر: أحكام الحديث. الت اسع عشر: الل طائف الدعوي ة والت ربو ية. وقال ا مشير إلى المنهج الذي سلكه ومبينا استمداده وفائدته وعائدته: "يعتمد الباحث في هذا الش رح "إمداد المنعم شرح صحيح اإلمام مسلم" -رحمه اهلل- منهج ا وض ع ت لبناته من سنين طويلة قضاها في د ارسة الحديث ال نبوي ال شريف على أيدي أساتذة عظام في الجامعات الكريمة األصيلة كجامعة اإلمام محم د بن سعود اإلسالم ية بالرياض وكل ية الش ريعة بالجامعة األردن ية وكل ية أصول الدين بجامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمي ة بأم درمان. فنهل الباحث من أولئك الس ادة العظماء ثم تابع بعد تدريس مساقات الحديث النبوي الش ريف بالجامعة اإلسالم ية بفلسطين لط الب كل ية أصول الدين في المرحلة األولى والث انية العالية قام خاللها بشرح أحاديث كثيرة في أبواب متباينة أ دت به معايشة األحاديث وكتب شروح الحديث إلى استخالص منهج شامل يستخرج الفوائد الكامنة في كالمه ويبرز المعاني الش ريفة والحكم الل طيفة غير غافل عما أرساه أهل العلم المتقدمون من قواعد خدمة الحديث رواية ود ارية ود ارسته المستوعبة ألسانيده ومتونه. (19(

37 ويظن الباحث أ ن على شرح الحديث من نواح المدروس كلمة كلمة وفكرة أبانه بإذن اهلل تعالى". هذا المنهج في ال شرح سيجمع إن شاء اهلل تعالى شتات الكالم متعددة فال سند خاضع للت حليل وال شرح والبيان كما المتن فكرة فلن يترك لفظ ا ي شكل إال أوضحه وال ا أمر يستشكل إال و"هذا المنهج في ال شرح هو أنسب المناهج لعصرنا ويقبله طلبة العلم من أكثر غيره من مناهج الش رح األخرى واستيعاب شرح الحديث من خالله أيسر على القارئ". الث اني: ال شرح الموضع ي أو الش رح بالقول: بكلمة : "وهو ال ذي يتص دى فيه ال شارح لمواضع ثم "قوله" معي نة من سند الحديث أو متنه ويصد رها بعد ذلك يشرح ال لفظ أو العبارة من مختلف جوانبها وان تع دد موضوعها وبهذا تفترق تلك الط ريقة عن سابقتها التي ي ارعى فيها ما يتعل ق بموضوع واحد في مبحث واحد من مباحث الش رح". ومن الشروح ال تي سارت على هذه الط ريقة: للخط ابي و"المعلم بفوائد مسلم" البن حجر العسقالني وغيرها كثير. )4( وبالجملة فغالب المسلك وفي هذه الط ريقة للماز ري و"إكمال المعلم" "معالم السنن" في شرح سنن أبي داود للقاضي عياض و"فتح الباري" شروح المتقدمين والمتأخرين سارت على هذه الط ريقة وسلكت هذا "ال يلتزم المتن )أي: كتابت ه( وان ما المقصود: ذكر المواضع المشروحة ومع ذلك قد يكتب بعض الن ساخ متنه تماما إ ما في الهامش وا ما في )7( المسط ر فال ينكر نفعه". وكذلك في الط ريقة األولى ال ي لتزم ذكر المتن وان كان الغالب الت ازمه. إمداد المنعم )ص 70 (. مقدمة "ال نفح ال شذي" )91/1(. المصدر نفسه. )4( قال في "كشف الظنون" )38/1( عن الن وع الث الث )الش رح المزجي(: "وهو طريقة أكثر الش رحا المتأخرين من المحققين" ونقله عنه صاحب "أبجد العلوم") 191/1 ( و"تحفة األحوذي" )ص 101 ( وفيه نظر فغالبها على ما ق دمت بيانه واهلل أعلم. )7( كشف الظنون )19/1(. (30(

38 الث الث: ال شرح المزج ي: وهو "ال ذي يذكر ن ص الحديث سندا ومتنا يذكر الل فظ أو العبارة من سند الحديث أو متنه ويذكر قبلها إذا ق رئ ممزوجين بشرحهما بمعنى أ ن ال شارح أو بعدها من كالمه هو ما مع عبارة المتن ات ضح معناه ومهما تو سع ال شارح في كالمه الذي يقدمه أو يؤخره على ال نص الم ارد شرحه فإ نه يحرص على عبارة المتن مت اربطة معها في سياق واحد ". أن تكون الل فظة التي تسبق أو تلي وال يتمي ز المتن عن شرحه إ ال بحرف "م" للمتن وحرف "ش" لل شرح أو بوضع المتن بين أقواس أو كتابته بخط أكبر أو بتلوينه بلون مغاير لل شرح أو غير ذلك م ما يسلكه الش رحا وهذا المسلك "ليس بمأمون عن الخلط والغلط". ومن الشروح التي سلكت هذا المسلك: " رإ للقسطال ني. شاد الساري إلى شرح صحيح البخاري" (31( مقدمة "ال نفح الشذي" )ص 91 (. كشف الظنون )19/1(.

39 المبحث الخامس موضوع علم شرح الحديث ومسائله موضوع هذا العلم هو حديث رسول اهلل أ طلق شرح الحديث فإن ما ينصرف إليه ال إلى غيره. أم ا مسائله فقد سبق في المبحث ال ر ابع فهو الذي يتناول بال شرح والبيان واذا عند الحديث عن الش رح الموضوعي- اإلشارة إلى جملة من المسائل والمباحث اإلسنادي ة والمتن ية التي يتع رض لها ش رحا الحديث وهي قابلة للزيادة بحسب طبيعة ال ش رح يتشع ب بنا الحديث فإني أحصر الكالم هنا في مسائل: جملتها ا لولى: جرحا وتعديال كما ستأتي اإلشارة إليه وحت ى ال المسائل والمباحث التي يتع رض لها الش ر اح في كتب الشروح ارجعة في إلى ال سند أو المتن وال سند ي بحث يندرج تحت هذه المباحث. وما إلى ذلك وال لطائف والعلل والص فيه: ما يتعل ق بالت خريج وبيان حة وال ضعف وغير والمتن يبحث فيه: ما يتعلق باللغة والغريب والفقه والمعاني واألحكام ووجوه حال الرواة ذلك م ما ومآخذ االستدالل واالستنباط والمختلف والمشكل وال ناسخ والمنسوخ وغير ذلك م ما هو داخل فيها أو مندرج تحتها. لم يسر الث انية: الش ر اح على منهج مط رد في تناول المباحث التي تق دم ذكرها فهم بين مطو ل ومختصر وبين ذلك ومرد ذلك إلى جملة أمور: منها: القصد الذي صنف ال شرح له كما تجده في "الت مهيد لما في الموط أ من فبعضهم يقصد الت طويل واإلسهاب والت وسع المعاني اإللمام بأحاديث األحكام" البن دقيق العيد و"فتح الباري" العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم" واألسانيد" البن عبد البر و"شرح البن رجب الحنبلي له و"جامع و"فتح الباري" البن حجر العسقالني و"الت وضيح لشرح الجامع الص حيح" البن الملقن و"نيل األوطار من أس ارر منتقى األخبار" للش وكاني وغيرها من الشروح المطو لة. الم ارد بالصحة وال ضعف هنا ا المتعلقن بال سند وكذلك العلل الم ارد بها علل ال سند. (31(

40 ومنهم من قصد الت وسط واالعتدال من غير تطويل أو اختصار كما ت اره في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" للقاضي عياض و"المنهاج في شرح مسلم بن الحج اج" الن ووي و"عون المعبود شرح سنن أبي داود" لمح مد شمس الحق األحوذي بشرح جامع الترمذي" للمباركفوري وغيرها من الشروح. لإلمام العظيم آبادي و"تحفة ومنهم من قصد الت عليق أو الت حشية واالختصار واإلشارة إلى رؤوس المسائل وأط ارف المباحث كما ت اره في "أعالم الحديث" للخط ابي و"المعلم بفوائد مسلم" للماز ري وحواشي السيوطي وتعليقاته على الكتب الست ة و"حاشية السندي على مسند أحمد" وغير ذلك من الشروح والحواشي والت عليقات. اإلسنادي ة ومم ا له اتصال بمسألتنا هذه: أ ن فت اره يسهب في مباحث اإلسناد ومتعل قاته فإن ه اعتنى فيه عناية ظاهرة باألسانيد بعض الش ر اح يعتني في شرحه كصنيع ابن عبد البر ببيان ال صنعة في "الت مهيد" حت ى إ نه رت به على شيوخ اإلمام مالك ووصل فيه الم ارسيل والبالغات الواقعة في الموط أ ولم يتط رق للموقوف والمقطوع بينما نجده في "االستذكار الجامع لمذاهب فقهاء األمصار" يعتني بالص نعة الفقهي ة استدالال واستنباطا ويعرض ألقوال الص حابة والت ابعين ويناقش األدل ة ويرجح بينها من غير تعصب وقريب منه صنيع اإلمام س ارج صناعة واآلخر فقه. الدين البلقيني فقد نسب إليه شرحان لجامع الترمذي أحد هما ومنها: المشروحة: طبيعة الكتاب المشروح فإن الشروح الحديثي ة تختلف تبعا الختالف الكتب - فمنها ما يقع شرحا على كتاب مسند ك "الكتب الست ة" التي رواها أصحابها بأسانيدهم فالمتصدي لشرحها غالبا ما يتع رض لمباحث ال سند وقضاياه أل نه أصل في الكتاب المشروح وهم في ذلك بين مقل ومستكثر بحسب طبيعة الكتاب فال ص نعة اإلسنادي ة في شروح الترمذي مثال العناية بالس ند والت نبيه على مباحثه. أظهر منها في شروح أبي داود لما تم يز به األ ول من ذكره ابن فهد المكي في "لحظ األلحاظ بذيل طبقات الحف اظ" )ص 116 ( المطبوع مع "ذيل تذكرة الحف اظ" للحسيني و"ذيل طبقات الحف اظ" للسيوطي وانظر: مقدمة "ال نفح ال شذي" )ص 111 (. (33(

41 - - ومنها ما يقع شرحا على كتاب مج رد من األسانيد ك "مشكاة المصابيح" للخطيب الت بريزي و"رياض ال صالحين" للن ووي و"الجامع الصغير" للسيوطي وغيرها فمن تعر ض لشرح هذه الكتب ومثيالتها ق ل في شرحه التعرض لمباحث اإلسناد لتجرد األصل المشروح منها وعدم تعرضه لها. الغني ومنها ما يقع شرحا على كتاب من كتب أحاديث األحكام ك "عمدة األحكام" لعبد المقدسي و"المنتقى من أخبار المصطفى" للمجد ابن تيم ية و"اإللمام بأحاديث األحكام" البن دقيق العيد و"بلوغ الم ارم" البن حجر وغيرها كثير فمن تص دى لشرح هذه الكتب ونظائرها يعتني غالبا ويذكر الخالف والت رجيح م ما ال تقف عليه بمباحث الفقه واألصول ويورد وجوه ال دالئل واالستنباط غالبا في غيرها كما ت اره ا ظاهر "إحكام في األحكام شرح عمدة األحكام" و"شرح اإللمام" البن دقيق العيد و"اإلعالم بفوائد عمدة األحكام" البن الملقن و"سبل ال سالم شرح بلوغ الم ارم" لل صنعاني و"نيل األوطار من أس ارر منتقى األخبار" للش وكاني ومن الشروح المعاصرة ال نفيسة: شرح ابن عثيمين على بلوغ الم ارم "فتح ذي الجالل واإلك ارم بشرح بلوغ الم ارم" وهو شرح نفيس غاية. وحسبك أن تنظر في "شرح اإللمام" البن دقيق العيد لتعلم قيمة هذه الشروح ونفاستها فإن مؤلفه أتى فيه بالعجب العجاب من وجوه االستدالل واالستنباط ح ىت أربت فوائده ومسائله ومباحثه الحديث ية والفقه ية واألصولي ة واللغوي ة على ثالثة آالف فائدة وقد تحص لت له في شرح خمسة وخمسين حديثا من أم هات كتب اإلسالم حت ى قال فيه الص حابة إ ل ى زماننا- الحافظ قطب الد ين مثل رجع فيها إلى أكثر من مائتين وثالثين كتابا إضافة إلى ما جادت به قريحته المتوقدة وذهنه الس يال الحلبي: "قيل: إن ه ل م يتكلم ع ل ى الحديث -من عهد ابن دقيق العيد ومن أ ارد معرفة ذلك فعليه بال نظر ف ي القطعة ال تي شرح ف يه ا "اإللمام" فإن من جملة ما ف يه ا: أن ه أورد حديث الب ارء بن عازب : "أمرنا رسول اهلل بسبع ونهانا عن سبع" واشتمل ع ل ى أربعمائة فائدة". انظر: مقدمة شرح اإللمام )ص (. (34( 1 ) ( أخرجه: البخاري كتاب الجنائز باب األمر بات باع الجنائز )ص 143 ( رقم )1139( ومسلم كتاب الل باس والز ينة باب تحريم استعمال إناء الذ هب والفض ة على الر جال والن ساء )ص 876 ( رقم )1066( من طريق أشعث بن أبي الش عثاء عن معاوي ة بن سويد بن م قرن به. رفع اإلصر عن قضاة مصر )ص 397 ( البن حجر.

42 أحاديث خصوصا وقال ابن حجر: "وص نف "اإللمام في أحاديث األحكام" وشرع في شرحه فخرج منه يسيرة في مجل دين في االستنباط". - ومنها ما يقع شرحا أتى فيهما بالعجائب الد ال ة على سعة دائرته في العلوم على حديث واحد كما ت اره في "نظم الف ارئد لما تضم نه حديث ذي اليدين من الفوائد" للعالئي و"بغية ال ر ائد فيما تض منه حديث أم زرع من الفوائد" للقاضي عياض وغيرها كثير وم من اعتنى بهذا الل ون من الشروح: الحافظ رجب الحنبلي ومن المعاصرين: األستاذ الدكتور فالح الصغي ر ابن إذ ني فت رسائله ال تي نشرها في الشروح المفردة على العشرين وعنون لها: سلسلة أحاديث في ال دعوة والت وجيه وهي رسائل نافعة تع رض فيها للرواية والد ارية والمس واقع ال ناس وطلبة العلم. والمعاصرون لهم عناية بهذا ال لون لعظم منفعته وعائدته. وهذا الن وع يتو سع فيه ال شارح ويستطرد في ذكر المباحث والمسائل اإلسناد ية والمتني ة ومن وجوه منفعته: أنه يغنيك عم ا ك تب في هذا الحديث من جهة جمع طرقه وبيان مسائله وأحكامه وغير ذلك مما ال تت سع له كتب الشروح الجامعة. الث الثة: المقصد األعظم من الشروح الحديثي ة بيان المعاني والمقاصد واألحكام )4( ووجوه االستدالل المستفادة من األحاديث وهذا "من أهم أغ ارض ومطالب ال شرح" ولو خال من كل شيء فال ينبغي أن يخلو من هذه المطالب أو بعضها. قال علي بن عبيد اهلل المصري المعروف ب "زين العرب" في سياق ذكر منهجه في "شرح )7( المصابيح" للبغوي: "وذكرت الت وفيق بين األحاديث الموهمة منافاة بعضها بعضا على طريقة السؤال والجواب ولم آل جهدا في استقصاء ما يتعل ق بكل باب من األحكام الدرر الكامنة في أعيان المائة الث امنة )348/7(. هذه الشروح المفردة اعتنى بها أهل العلم قديما وحديثا ومن الكتب التي جمعت طائفة حسنة منها: "الت عريف لما أ فرد من األحاديث بالت صنيف" ليوسف العتيق. (37( وهي داخلة في مس مى "األج ازء الحديثي ة" عندهم إذ من أف اردها: الشروح الحديث ية المفردة. ن شر له في "مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي" د ارسة وتحقيق "طلعت الحلواني" خمس عشرة رسالة تضم نت كل واحدة منها شرح حديث واحد وبقيت رسائل له لم تنشر بعد. )4( مقدمة "الن فح الش ذي" )ص 111 (. )7( )ص 0 (.